Tag Archives: عمالة

الهجرة لأمريكا… أرقام وحقائق

أمريكا هي الاقتصاد الأكبر في العالم، والأكثر ثراء ونموا في الثلاثين سنة الماضية، كما أنها تمثل للكثيرين نموذجا للانفتاح وتخالط الأجناس. ولذلك فهي من أكثر دول العالم جذبا لسكان العالم، وهي فعليا أكثر دولة غربية جذبا للمهاجرين. وهناك مئات الملايين – وخاصة من دول العالم الثالث – ممن يتمنون الهجرة لها ليكونوا جزءا من الحلم الأمريكي.

ورغم كل هذه الخصائص الجاذبة للهجرة لأمريكا إلا أنه وعكس الانطباع السائد فإن العدد الفعلي للمهاجرين لأمريكا لا يوازي عدد الراغبين بالهجرة لها، فنسبة عدد المهاجرين لا تتجاوز 13% من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 300 مليون. وخلال أكثر من 37 سنة لم يتجاوز عدد الوافدين الجدد لأمريكا 30 مليونا. فماهو سبب محدودية الهجرة لأمريكا رغم أن هناك مئات الملايين من الراغبين بالهجرة لها. ولماذا لم يتجاوز عدد المهاجرين لها 200 مليون على سبيل المثال بدلا من 30 مليون فقط، هذه المحدودية عائدة للقوانين الصارمة والاشتراطات التي تمنع الهجرة المفرطة، فالقانون الأمريكي يمنع أن يتجاوز عدد المهاجرين لأمريكا 700 الف سنويا، لأنهم يعلمون أن فتح الباب على مصراعيه للهجرة، سيتسبب في تدمير النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين. فلا يمكن للشركات الأمريكية أن تستقدم الأجانب لمجرد أنهم أقل تكلفة من المواطن، كما لا يمكنهم استقدام أجنبي لأنهم يعتقدون أن المواطن كسول! في المقابل – عند الحديث عن وضع الاستقدام والتوظيف في السعودية – نجد من يجادل أن التوظيف مبني على الكفاءة وليس من العدل ولا من الحصافة الاقتصادية إجبار الشركات على توظيف المواطنين. وواقع الحال محليا يقول أن الباب شبه مفتوح على مصراعيه فيما يخص االاستقدام، ففي العام الماضي – وحسب ما أعلنته وزارة العمل – تم استقدام أكثر من 1.8 مليون وافد، 1.1 مليون للعمل في القطاع الخاص، والبقية كعمالة منزلية، أي أن عدد الوافدين للسعودية في سنة واحدة يوازي أكثر من ضعف العدد المسموح بدخوله في الولايات المتحدة، رغم أن عدد سكان أمريكا يمثل عشرة أضعاف عدد السكان في السعودية، كما أن حجم الاقتصاد الأمريكي أكبر من الاقتصاد السعودين بثلاثين ضعفا.

هذه الأرقام والاحصائيات يجب أن تستخدم كدلالة على أن منع الاستقدام والاعتماد على المواطنين هو الأصل، حتى في أكثر دول العالم انفتاحا وتحررها وقوة اقتصادية. فلا يوجد دولة مفتوحة الحدود لكل من أراد الهجرة لها والعمل فيها، حتى لو كان مؤهلا. ويجب أن يتم بناء كل استراتيجياتنا المحلية بناء على هذا الأساس، أن الأصل هو المواطن والاستثناء هو الاستقدام.