Tag Archives: تعليم

ميزانية 2012

أُعلنت عصر أمس ميزانية الدولة لسنة 2012، وبلغ حجم الميزانية المقدرة للعام المالي القادم 690 مليار ريال، مقارنة ب 626 مليار ريال لسنة 2011، أي بزيادة قدرها 10% تقريبا. وفي الملامح الرئيسية للميزانية بدأ البيان بهذا النص: " تعزيز مسيرة التنمية واستمرار جاذبية البيئة الاستثمارية بشكل عام التي من شأنها دفع عجلة النمو الاقتصادي وبالتالي إيجاد مزيد من فرص العمل للمواطنين، استمر التركيز في الميزانية للعام المالي القادم 1433\1434 على المشاريع التنموية"، هذا النص يلخص الاستراتيجية العامة للإنفاق الحكومي في الفترة القادمة، ونتمنى أن يتم تنفيذ هذه الإستراتيجية بالفعل، حيث أن الأولوية القصوى في السنوات العشر القادمة هو الإنفاق الاستثماري الذي من شأنه أن يخلق الفرص الوظيفية لجيل الشباب القادم ويضمن التنوع الاقتصادي لضمان مستويات معيشية مستدامة ومرتفعة للمواطنين.

أما في التفاصيل فقد ذكر البيان أن نسبة الإنفاق على التعليم ستزيد بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضي، وهذا يعني أن نسبة الزيادة أكبر من نسبة الزيادة في الميزانية، وقد يكون لذلك دلالة إيجابية بأن هناك تركيزا على التعليم، خاصة أن التعليم يمثل نواة التنمية المستدامة في أي بلد، ولكن بعد قراءة نسبة الزيادة في بقية القطاعات نجد أن هناك كثيرا من القطاعات الأخرى نمت بنسبة أكبر، كالصحة التي نمت مخصصاتها بنسبة 26% والخدمات البلدية بنسبة 19% والنقل والاتصالات بنسبة 40%. كما أشار البيان أن نفقات الابتعاث الجامعي ستكلف حوالي 20 مليار ريال، وذلك لتغطية تكاليف أكثر من 120 ألف طالب، وهو بنظري مبلغ زهيد جدا مقارنة بالعائد الإيجابي جدا لبرنامج الابتعاث. وهو يعني أيضا أن كل طالب يكلف حوالي 170 ألف ريال سنويا، وهو رقم لا يختلف كثيرا عن التكلفة التي تتكبدها الدولة للطالب الجامعي في الجامعات المحلية.

أجمل ما ورد في بيان وزارة المالية هو الأرقام المتعلقة بالنمو لعام 2011، وخاصة النمو في الناتج المحلي للقطاع غير البترولي وقطاع الصناعات التحويلية، حيث أن ذلك يمثل برأيي الضمان الأهم لخلق الفرص الوظيفية، فقد نما الناتج المحلي للقطاع غير البترولي بنسبة 8.3% مقارنة بأقل من 4% لعام 2010، أما الصناعات التحويلية غير البترولية فقد نمت بنسبة 15% مقارنة بنسبة نمو لا تزيد على 5% لعام 2010.

حوار مفتوح: إيقاف الإبتعاث لمرحلة البكالريوس للتخصصات غير الطبية

بعد أن كان الإبتعاث لمرحلة البكالريوس مفتوحا على مصاريعه في السنوات الماضية، تم تمديده جزئيا مؤخرا وحصر الإبتعاث على التخصصات الطبية في مرحلة البكالريوس. فما هي الأسباب التي تقف خلف هذا القرار؟ ومن يقف خلف القرار؟ وما رأيك بالإيقاف.

محاور النقاش:

1- أسباب الإيقاف؟

2- من يقف خلف الإيقاف؟

3- هل تؤيد الإيقاف؟

4- هل تستطيع جامعاتنا إستيعاب خريجي الثانوية وتخريج عدد كافي من أصحاب التخصصات التي يحتاجها الإقتصاد كالهندسة وعلوم الكمبيوتر والإدارة؟

لماذا تخلفنا وتقدموا؟

سؤال النهضة والتقدم الإقتصادي سؤال ملح، يكثر الحديث عنه في المجالس وتكثر الكتابة عنه في أعمدة الصحف، ولكن جواب هذا السؤال ما زال يشوبه الكثير من الغموض والتعقيد، وهو غموض يُشعر المواطن العادي أن هذه النهضة بعيدة المنال، إن لم تكن مستحيلة، والواقع التاريخي يتناقض تماما مع تلك النظرة الضبابية تجاه التقدم الإقتصادي، فجواب هذا السؤال سهل ومباشر وهو: تنمية الإنسان. فالعنصر البشري هو العنصر الأهم في معادلة النهضة الإقتصادية، لأن تجارب الدول التي سبقتنا باللحاق بركب النهضة الإقتصادية ككوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وحتى إيرلندا، اعتمدت بشكل أساسي على جانب التنمية البشرية، وذلك من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية متينة تضمن إنتاج عقول قادرة على قيادة الإقتصاد وبناءه.
Continue reading

التعليم في السعودية… الأسوأ عالميا

السعودية تحتل أحد الثلاث مراكز الأخيرة عالميا في الرياضيات، وأحد المراكز السبع الأخيرة في العلوم، وذلك حسب تقرير ل(ماكينزي) وصلني قبل بضعة أيام يتحدث عن أوضاع التعليم في دول الخليج والعالم العربي، ورغم أنني والجميع نعلم عن إنخفاض المستوى التعليمي في الدول العربية وفي السعودية، إلا أنني لم أتوقع إطلاقا أننا بهذا السوء، فكل من يقرأ التقرير سيستنتج أننا (نعيش كارثة تعليمية) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

صورة لجدول تصنيف الدول في الرياضيات:

صورة لنسبة الإجابات الصحيحة لطلاب كل دولة في مادة الرياضيات (لاحظ المكتوب في أسفل الصورة، مجرد تخمين الإجابات يعطي نتيجة أفضل مما حصل عليها الطلاب السعوديون):

التساؤل الآن.. هل يعلم المسؤولون عن هذه التقارير؟ إن كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة.. وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم، إن من واجب كل مسؤول في هذا القطاع أن يعلن عن حالة طواريء وطنية وقومية لتطوير التعليم، تسخر لها الموارد المالية والبشرية، ويكرس في أذهان الجميع أن مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة مرهون بمشيئة الله بمستوى التعليم.

كما هو الحال في أمور كثيرة، فإن لدينا إختلال في ترتيب الأولويات. لا يمكن لأي بلد أن يلحق بركب التطور والنهضة من دون شعب مسلح بالعلم. يجب أن تكون أولى أولويات القيادة في السعودية تطوير التعليم بجميع مراحله، وإن كان هناك من يعتقد أن لدينا فرصة ولو ضئيلة لنلحق بركب التقدم والنهضة من دون مؤسسات تعليمية قوية فهو مخطيء. وخلال الثلاثين سنة الماضية أثبتت التجارب مرارا وتكرارا أن التعليم هو السبيل الوحيد للنهوض في جميع المجالات. وتحولت دول كثيرة الى مصاف الدول المتقدمة ككوريا وماليزيا وإيرلندا وغيرهم.. وكان أساس نهوضهم.. الإستثمار في التعليم.

إن كان تطوير التعليم هو الخطوة الأولى في طريق النهضة، فإن تطوير (المعلمين) هو الخطوة الأولى والأهم في طريق (تطوير التعليم)، فلا داعي لإضاعة الوقت في تطوير المناهج، أو حتى شكل المباني أو عدد الطلاب في الفصول مادام المعلمون الذين يمثلون جوهر العملية التعليمية دون المستوى. فالمقولة التي تتكرر دائما في الدراسات المتعلقة بالتعليم هي أن مستوى التحصيل العلمي لا يمكن أن يكون أفضل من مستوى المعلم.

صورة لتأثير مستوى المعلم على مستوى التحصيل العلمي للطالب، حيث تبين أن طالبين من نفس المستوى عند عمر الثامنة يصبح أحدهم متفوقا بعد ثلاث سنوات لأن مدرسه على مستوى عال والآخر ينخفض مستواه بشكل كبير لإنخفاض مستوى المدرس:

وصلة للتقرير: تقرير حالة التعليم في دول الخليج