Monthly Archives: نوفمبر 2007

سجائر حكومية

خمسة مليارات ريال تتكبدها وزارة الصحة لعلاج أمراض التدخين سنويا. مئات الآلاف من ساعات العمل المهدرة يتسبب بها التدخين. حرائق بالآلاف .. بسبب أعقاب السجائر.
لا يختلف إثنان على الضرر الإقتصادي الفادح للتدخين. وكثير منا تساءل ولو لمرة: اذا كان الجميع متفق على ضرر التدخين فلماذا لا يتم منعه بشكل مطلق؟ قد لا نجد الجواب.. وقد لا يكون هناك جواب أصلا.

واذا سلمنا أن منع بيع السجائر أمر غير ممكن في الوقت الحالي، على الرغم من فداحة الخسائر الاقتصادية التي يتسببها التدخين، فإن التساؤل الآخر هو: لماذا يسمح لمجموعة من الشركات والتجار بالتربح من وراء بيع السجائر واستنزاف ميزانية الحكومة مليارات الريالات سنويا؟ الجواب: يجب أن (لايسمح) للشركات الخاصة باستيراد السجائر، بحيث (تحتكر) الحكومة استيراد التبغ وتوزيعه، وأن تسحب جميع وكالات استيراد التبغ وبيعه، بحيث يعود ريع مبيعات التبغ بشكل كامل للحكومة، لتتمكن الحكومة من الاستفادة من مداخيل هذه المبيعات لتمويل وزارة الصحة والمساهمة في علاج الأمراض المتعلقة بالتدخين، بالإضافة إلى زيادة التمويل للجان ومراكز مكافحة التدخين. ويبدأ برنامج استراتيجي متدرج يهدف للقضاء على هذه الآفة من جذورها، حتى نصل لمرحلة يمكن فيها منع بيع التبغ بشكل كامل.

قد يجادل البعض بأنه من الصعب جدا أن يتم سحب الوكالات من أصحابها من دون مبرر قانوني. والجواب أن الفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث ما زالت القضية المرفوعة من قبل وزارة الصحة على شركات التبغ لم تغلق، حيث تطالب وزارة الصحة شركات التبغ بدفع 70 مليار ريال. ونعلم يقينا أنه يستحيل على وكلاء التبغ أن تدفع ولو عشر هذا المبلغ، وبالتالي يمنح الوكيل الفرصة بالتنازل عن وكالته مقابل سقوط الغرامة. وبذلك تتمكن الحكومة من سحب الرخص جميعا والبدء في تنفيذ هذه الخطة.

مدونة لكل إنسان

دخل الإنترنت كل بيت، وأصبح النافذة الجديدة المطلة على العالم، لينضم إلى المذياع والتلفزيون، ولكنه بخلاف سابقيه لم يسمح لأحد باحتكاره، فلم تتمكن الحكومات والدول من تحويله إلى وسيلة لتطويع العقول وغسيل الأدمغة، ولم يتمكن أباطرة المال من جعل الإنترنت منبرا لأجنداتهم الشخصية، لقد منح الإنترنت الجميع فرصا متساوية للوصول إلى العالم، وأصبح الجميع متيقنا أن الإنترنت قد غير قواعد اللعبة للأبد.

ومنذ ظهور الإنترنت برزت من خلاله وسائل كثيرة للتعبير والمشاركة، وفي السنوات الأخيرة تربع التدوين على عرش إعلام الإنترنت، وتزايد إنتشار المدونات وتعاظم تأثيرها في العالم الغربي، وأصبحت تقترب أكثر فأكثر من قوة تأثير الإعلام التقليدي كالصحف والتلفزيون، ورغم الحرية الإعلامية النسبية في الغرب إلا أن المدونات أثرَت الساحة الإعلامية وقلبت الكثير من الموازين، حتى أنها أخرجت بعض من يعملون في الإعلام التقليدي من طورهم، وتفرغوا للهجوم عليها بعد أن سحبت البساط من تحتهم، وأدركوا أنهم لن يستطيعوا أن يستفردوا بنشر دعايتهم الإعلامية للناس.

وفي عالمنا العربي الذي تعودنا أن يكون في آخر الركب، بدأت ظاهرة المدونات في وضع أقدامها على الشبكة، وبرزت بشكل أكبر في مصر، حيث أستطاعت أن تكون منفسا لفضح التعذيب والفساد، مما عرض كثيرا من المدونين للسجن والملاحقة. والمأمول أن يزداد التدوين في عالمنا العربي فنحن أحوج ما نكون له من غيرنا لتتمكن الشعوب من التعبير عن نفسها وتحطم أسوار التكميم والحصار الإعلامي، وتنشر العلم والثقافة من خلاله.

ويجب علينا جميعا أن نحمل على عاتقنا نشر هذه الوسيلة، وأن نعمل على أن لا يقتصر التدوين على هواة الإنترنت ومحبي التقنية، فالتدوين هو المركبة التي يمكن للإنسان أن يوصل رسالته وفكره من خلالها، وواجبنا كأمة مسلمة ذات رسالة، أن يحمل كل منا رسالة يعمل على إيصالها للآخرين، ولا يوجد أفضل وأسهل من التدوين لإيصال هذه الرسالة. وسيأتي زمن يصبح من لا مدونة له كالأبكم الذي لا يسمعه الآخرون، أو كمن لا هوية له يعرف بها.

هذه مدونتي… لساني وهويتي… فأين هي مدونتك؟

تدوينتي الأولى

بعد تأجيل متكرر لإنشاء مدونتي الخاصة؛ إنتهيت بحمد الله من الأسهل (التركيب) وبقي علي البدء بالأصعب (التدوين). وسأبدأ بإذن الله بموضوع عن أهمية التدوين وأثره المستقبلي على توجيه الرأي العام وتشكيله. أشكر كل من ساعدني وحفزني على هذه البداية، وأدعو الله أن يوفقني بأن يكون لهذه المدونة الأثر الإيجابي على كل من يقرؤها، وأن تسهم ولو بالقليل لما فيه نفع للمجتمع والأمة.