لماذا 3.75 ريال للدولار وليس أكثر أو أقل؟

كتبت في الثلاثة مقالات الماضية عن آلية خلق النقود في الاقتصاد ثم مقالا عن آلية تحديد سعر صرف العملات في الأسواق العالمية وأخيرا مقالا عن كيفية تثبيت العملات وربطها بالدولار كما هو حاصل مع الريال السعودي. وفي هذا المقال سأتحدث عن سعر صرف الريال السعودي مقابل الدولار، وهل هو سعر صرف عادل يناسب حجم الاقتصاد أو سعر صرف مجحف يجب تعديله أو تغييره وعن أسباب تثبيته بهذه القيمة كل هذه المدة.

سعر صرف الريال أمام الدولار تم تثبيته عام 1986 ميلادي، أي منذ أكثر من 27 سنة، وتم تحديد سعر الصرف بما يساوي 3.75 ريالات للدولار، طوال هذه المدة لم يتغير سعر الصرف إطلاقا، رغم أن الاقتصاد السعودي مر بمراحل متعددة خلال تلك الفترة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك تبرير علمي مبني على أسس اقتصادية لتفسير الاستمرار كل هذه المدة على سعر صرف واحد، فهل هناك سبب علمي لعدم جعل سعر الصرف 3.50 ريال لكل دولار مثلا؟ أو 4 ريال لكل دولار؟ لا أعتقد. حسب ما يبدو لي أن سبب التثبيت هو بدافع البحث عن الاستقرار بعيدا عن أي احتياجات أخرى قد يتطلبها الاقتصاد لتحفيز التنمية او التحكم بالتضخم المستورد أو غيرها من العوامل الاقتصادية.

من الناحية النظرية فسعر صرف الريال مقيّم بأقل من قيمته الحقيقية، فلو تم تعويم سعر الصرف في الوقت الحالي فسيرتفع سعر الصرف ومن الممكن أن يصل 3 ريالات لكل دولار أو حتى 2.5 ريال لكل دولار، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط وحجم الاحتياطيات الضخمة التي تمتلكها الحكومة على شكل سندات خزانة أمريكية أو غيرها من الأوراق المالية، هذه الاحتياطيات تسمح من الناحية النظرية أن يكون سعر الصرف أعلى بكثير من السعر الحالي، ولكن هذه القوة أو الارتفاع في سعر الصرف سيكون مستمدا من حجم انتاجنا للنفط وسعر النفط، وليس نتيجة لطاقتنا الانتاجية الاقتصادية الحقيقية، وهذا يحتم على صانعي السياسة النقدية والمسؤولين عن قيادة الاقتصاد إلى إتخاذ وسائل استثنائية عند التعامل مع سعر صرف العملة، فرغم أن الأصل أنه يجب ترك الأسواق العالمية لتقوم بمهمة تحديد سعر الصرف، إلا أن الوضع في السعودية يتطلب تدخلا حكوميا مدروسا تحدده الاستراتيجيات الاقتصادية التي تضمن نمو مستداما وتحولا للاقتصاد المنتج بدلا من الاقتصاد الريعي الذي يعتمد على دخل النفط. لذلك يبقى السؤال الأهم: هل من الأفضل رفع سعر صرف الريال؟ أو خفض سعر صرفه؟ في المقال القادم سنتحدث عن إيجابيات وسلبيات رفع سعر صرف الريال مقابل الدولار.

مقالات متعلقة:

  1. كيف تُخلق النقود؟
  2. كيف يتم تحديد سعر صرف العملة؟
  3. لماذا وكيف يتم تثبيت سعر العملة أو ربطها بالدولار؟

تعليقات فيس بوك

4 thoughts on “لماذا 3.75 ريال للدولار وليس أكثر أو أقل؟

  1. أحمد رواس

    سيدي الكريم
    تثيت قيمة الريال تجاه الدولار يكافئ أن العملتين و كأنهاعملة واحدة مع فرق واحد هو أن السعودية توقفت عن طباعة المزيد من الدولارات بينما امريكا زادت الطبع أكثر و أكثر
    لو تم ترك الريال حر فإنه فعلاُ ستزيد قيمته بشكل مستمر
    و كي لا يحدث ذلك … يمكن للسعودية أن تعود و تطبع ريالات
    و هكذا يتم تنظيم و تثبيت قيمة العملة دون ربطها بالدولار
    و سيصبح الريال عملة بديلة للدولار حتى تستخدمها الكثير من دول العالم للتداول
    و لكن لما تم التثبيت .. و السعودية لم تطبع المزيد من الريالات . قامت امريكا بطباعة المزيد من الدولارات بالمقابل دون أن تتأثر لأنها
    و الله أعلم .

    Reply
  2. هند

    عندما صدم نيكسون العالم بفك ارتباط الدولار من الذهب وتعويمه بالسوق لماذا استسلم العالم لقراره وتم من بعده فك ارتباط العملات بالذهب ؟؟ لماذا ؟

    Reply
  3. فارس

    عصام الزامل لم يتطرق لباقي دول المنطقة للاسف..خذ مثلا الدينار الكويتي والبحريني والاردني منفصلة عن الدولار وقيمتها عالية لو انفصل الريال عن الدولار سيصبح الريال اقوى بكثير من الدولار وهذا ينعكس ايجابيا على استثمارات السعوديين بالخارج ولن يعانوا في السياحة..
    السعودية بمقدورها ان تتحكم في العملات عن طريق النفط والريال بامكانه ان يصبح اقوى عملة في العالم عن طريق النفط ايضا

    Reply

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>