ليتك سكت يا محمد حسن علوان

في الوقت الذي يستمر إعتقال المدون فؤاد الفرحان من دون تهمة او محاكمة، ومن دون السماح لأهله بزيارته، يخرج علينا الكاتب في صحيفة الوطن (محمد حسن علوان) مستخدما كل ما في جعبته اللغوية من ألفاظ عربية وأعجمية لانتقاد (اسلوب) فؤاد في الكتابة، بل وانتقاد التدوين بشكل عام! ويبدأ مقاله بجملة (وحتى يتمكن المهتمون بمثل هذه القضايا من اتخاذ موقف أخلاقي منصف حولها ثاني)، وهذا الموقف الذي لم نقرأه في مقاله إطلاقا. فبدل أن يطالب بإطلاق سراح فؤاد الفرحان فورا، لأن اعتقاله كان بسبب آراءه، بدأ يسفسط الكلام ويحلل، ويرمي التهم جزافا.

ياعزيزي محمد حسن .. الوصاية على العقول والأقلام تركناها لكم في صحفكم، وخاصة صحيفتك المؤدلجة التي تكتب فيها، التي تستمريء الكذب في سبيل (التأثير على الرأي العام) و(حشد المؤيدين) أو كما تقول انت (الديماغوجية)، يمكنكم إعطاء الدروس وأساليب الكتابة ومنع الآراء التي لا تروق لكم كما تشاؤون في صحفكم، أما الإنترنت فهو فضاء رحب لكل إنسان الحق في التعبير عما يريده، بالطريقة التي يريدها، وبالإسلوب الذي يروق له. واذا تجاوز القانون.. فالقضاء هو المحك، وليس الإعتقال التعسفي والإرهاب البوليسي، واذا كان فؤاد تطاول على وزير التجارة أو غيره كما تدعي، فمن حق الوزير أن يرفع قضية على فؤاد، تفصل فيها المحاكم.

كنا ننتظر منك يا محمد حسن وأنت الذي توحي كتاباتك بأنك ليبرالي أن تنافح عن أحد أهم أركان الليبرالية الا وهي حرية التعبير، بدل أن تنتقد شخصا لا يملك القدرة على الرد لأنه مسجون (بلا تهمة) لأكثر من 25 يوما، لأن ما كتبته يعتبر تبريرا مبطنا لإعتقاله. بعد أن يخرج فؤاد من السجن يمكنك أن تنظر وتسفسط كما تشاء بطريقة كتابة فؤاد. اما نحن المدونين فإننا أكثر الأقلام احتراما للآراء ورغم تنوع آرائنا وتوجهاتنا الفكرية إلا أن الإحترام المتبادل هو السمة البارزة بين المدونين، لذلك فيمكنك انتقادنا متى تشاء بعد أن تتعرف أكثر على فضاء التدوين وتنوع الكتابات فيه، ونتنمنى حين تنتقدنا أن تكون كتابتك بعيدة عن الإيحاءات والرسائل المبطنة، فنحن بسطاء، ولا نستطيع فك الرموز، ولا نحب الا الشجعان الذين لا تقبل كتاباتهم التأويل.

وقبل أن أختم، أود أن اقول أن كثيرا من المدونين الذين وقفوا مع فؤاد في محنته الحالية لا يشاطرونه آرائه على الإطلاق، ولكنهم جميعا مؤمنين بأن حرية التعبير يجب أن تكون مكفولة للجميع. فهل أنت مؤمن بذلك أيضا؟

مواضيع ذات صلة:
من أجل حرية التعبير – أبوجوري
رسالة إلى السيد علوان – Entropy.Max
أيها المدونون … أيها الديماغوجيون ! – محمد عبدالله الشهري
محمد حسن علوان .. اصمت – مندرين

تحديث: بيان توضيحي من الكاتب محمد حسن علوان

تعليقات فيس بوك

4 thoughts on “ليتك سكت يا محمد حسن علوان

  1. Pingback: رسالة إلى السيد علوان « Entropy.MAX

  2. afnan

    بعض الصحفيين ودك تكسر القلم اللي معه

    على أساس ما يأذي البشريه

    دعواتنا بالحريه للفرحان

    Reply
  3. أسيل الشثري

    وهكذا هم الليبراليون ومنذ نشأتهم، يناشدون بحرية التعبير وقت ما يشاؤون وكيفما شاؤوا! وبالمقابل يناقضون انفسم متى سنحت لهم الفرصة ..
    انني لست ضد الفكر الليبرالي بجانبه الجيد الذي يعطي الفرصه لنشر الدين وإبداء الرأي ،ولكنني ضد الاستخدام الفاشل من قبل العلمانيين له.. 

    Reply

اترك رداً على afnan إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>